موضوع ختان الإناث ومدي شرعيته سواء من الناحية الدينية أو القانونية آثار جدل واسع جدا بين جميع الأوساط ما بين مؤيد لعملية ختان الإناث وبين معارض لهذه العملية .
تجربة مركز قضايا المرأة المصرية في مناهضة ختان الإناث
من فلسفة المركز أن يقوم بمساعدة أفراد المجتمع لكي ينهضوا بأنفسهم بصفة خاصة وبحقهم بصفة عامة .
ومن هنا فقد تبني المركز استخدام أسلوب " النماذج الإيجابية " لمناهضة ختان الإناث بالتعاون مع مركز التنمية والنشاطات السكانية " سيدبا " الذي قدم الدعم الفني لكوادر من مركز قضايا المرأة المصرية عن طريق ورش عمل متعاقبة للتدريب على استخدام اسلوب جديد لمناهضة الختان وهو أسلوب النماذج الإيجابية .
والنماذج الإيجابية هم أشخاص من داخل المجتمع نفسه رفضوا بمحض ارادتهم اجراء عملية الختان لبناتهم وهناك الطبيب والممرضة والداية الذين رفضوا أو توقفوا عن اجراء عملية الختان للإناث ،وهناك رجال الدين الذين يعلنون رفضهم لإجراء ختان الإناث
الخطوات الاولي للتطبيق :
وفي البداية كان معظم فريق العمل غير واثق أنه سيجد نماذج ايجابية في المجتمع المحلى " بولاق الدكرور " وخاصة أنه حى عشوائى متأثر بالعادات والتقاليد القديمة ، وحتى إذ وجد من يعارض فكرة ختان الإناث فمن الصعوبة ان نقنعه بأن يُعلن عن رأيه أمام الناس. ولكن بدأ العمل بالفعل فتم :
1ـ التعرف علي بعض النماذج الايجابية التي تعارض فكرة ختان الاناث .
2ـ اجراء لقاءات حوارية بين النماذج الايجابية بعضهم وبعض لترسيخ الفكرة في وجدانهم .
3ـ عقد ورش عمل مبسطة لتلك النماذج الايجابية لامدادهم ببعض مهارات الاتصال والاقناع والتفاوض حتي تستعد النماذج الايجابية جيدا وتعتاد علي المواجهة .
قامت مؤسسة قضايا المرأة المصرية بالتعاون مع مركز التنمية والنشاطات السكانية " سيدبا " بإقامة ورش عمل للجمعيات النشطة في بولاق الدكرور وأرض اللواء وذلك لإثارة وعى كوادر الجمعيات الأهلية والمستفيدين منها بأضرار ختان الإناث باستخدام النماذج الإيجابية فتم اجراء عدد 4 ورش عمل ترتيبها كالآتى :
أولا : ورشة عمل لكوادر الجمعية الخيرية الإسلامية .
ثانيا : ورشة عمل للمستفيدين من الجمعية الخيرية الإسلامية .
ثالثا : ورشة عمل لكوادر جمعية سيدات المعتمدية .
رابعا : ورشة عمل للمستفيدات من جمعية سيدات المعتمدية .
تم اختيار عينة عشوائية ( 100 سيدة وفتاة ) من اللواتي حضروا الأربع ورش وكانت النتائج كالآتي حسب الحالة الاجتماعية :
متزوجات
آنسات
مطلقات
آرامل
44%
52%
3%
1%
صاحب القرار الرئيسي في عملية ختان الإناث :
الأم
الجدة
الأب
60%
29%
11%
ونلاحظ هنا أن 89% من أصحاب القرار الأساسي في ختان الإناث هو الإناث انفسهم وبالنسبة لأسباب استمراره ذكرت 68% من العينة أنه مطلوب في الدين ويمنع الانحرافات .
أفضل الطرق التي اقترحتها العينة لمنع الختان :
تبني الجمعيات الأهلية للموضوع بجدية
إثارة الموضوع في وسائل الإعلام عن طريق أعمال درامية
زيارات ميدانية
إدراج الموضوع في الكتب المدرسية
59%
49%
53%
34%
(مع الملاحظة أنه كان متاح ذكر أكثر من مقترح لمستجيب واحد)
- ، بعد ذلك تم اجراء عدد 2 ورشة عمل لتدريب النماذج الإيجابية وتدعيمهم في تلك الورش بمهارات الاتصال وطرق التفاوض وكتيبات ومطبوعات تتناول ختان الإناث .
وتم الاعلان عن مسابقة للتعبير بالرسم الأفكار المناهضة لختان الأناث ينفذها المستفيدات من الورش وتم التقدم بأكثر من 10 رسومات معبرة ونابعة من التناول المحلي لمناهضة الختان.
دراسة ميدانية :
للتعرف على وجهة نظر الأسرة المصرية وتناولها لقضية ختان الإناث أجري المركز دراسة ميدانية عن طريق اختيار 10 شوارع في منطقة بولاق الدكرور واختيار حوالي 130 أسرة ، وكان يتعمد أن تكون لدي الأسر بنات في سن الختان وذلك لنتوجه اليهم في المرحلة التالية وهي رفع التوعية عن طريق النماذج الإيجابية والزيارات المنزلية .
ونسرد بعض مؤشرات الدراسة الميدانية :
مؤيد للختان
معارض للختان
لم يحدد الرأي بعد
63%
32%
5%
بالنسبة لمن قام بإجراء الختان :
أطباء
داية
حلاق
47.5%
40%
9.5%
بالنسبة لصاحب القرار الأساسي في ختان الإناث :
الأم
الجدة
الأب
76%
15%
6%
نستخلص أهم النتائج فيما يلي :
1- الأسر التى تؤيد اجراء ختان الإناث تمثل 63% من اجمالى العينة محل الدراسة حيث أن الأسر التى تعارض الختان تمثل 32% في حين أن 5% من اجمالى العينة لم تحدد موقفها بعد ، ولذلك يجب بذل كثير من الجهد من أجل الأسر التى لم تحدد موقفها بعد اولا ، ثم الأسر المؤيدة للختان لإقناعهم بخطأ تلك العادة ، ويجب في نفس الوقت تدعيم الأسر المعارضة لختان الإناث لتأكيد موقفهم الصحيح والاستفادة منهم في اقناع باقى الأسر .
2- أعلى نسبة للختان تتم في المرحلة العمرية من 7 سنوات الى اقل من 10 سنوات فيجب التركيز على هذه الفئة في الجهود المبذولة لمناهضة ختان الإناث ، ولكن مع الأخذ في الاعتبار عدم اهمال البنات في الفئة العمرية اقل من 7 سنوات حتى يكون هناك متسع من الوقت لإقناع اسرهم مع بذل الجهود لدى الفئة من البنات من 10 سنوات فأكثر لأنه توجد بينهم بنات لم يختن بعد .
3- يجب بذل الجانب الأكبر من المجهودات لتغيير اتجاهات الأمهات نحو ختان الإناث حيث تمثل نسبة 76% من اجمالى صاحب القرار الأساسى في ختان الفتاة تلتها الجدة بنسبة 15% من الإجمالى أى أن 91% من اجمالى اصحاب القرار الأساسى نساء ويجب مراعاة ذلك في اسلوب الرسالة ومفرادتها حيث تختلف حسب نوع المتلقى .
4- يجب توجيه مجهودات كبيرة الى تغيير كثير من الأطباء حيث وجد أن أعلى فئة تقوم بإجراء ختان الإناث هم الأطباء 47.5% من الإجمالى مع الأخذ في الاعتبار الاهتمام بالدايات حيث ان ما زال لها دور مؤثر وكبير .
5- يجب التركيز على المضاعفات الطبية والنفسية التى يحدثها ختان الإناث في اسلوب الإقناع .
6- يجب التركيز على دور وسائل الإعلام في مناهضة ختان الإناث .
7- نقترح حملات توعية للآباء في أماكن اقامتهم عن طريق الزيارات المنزلية مع الاستعانة بالكتيبات والملصقات التى تناهض الختان .
8- يجب اعطاء اهمية لإدراج موضوع ختان الإناث في المناهج الدراسية .
9- يجب تفعيل دور النموذج الإيجابى للاستفادة منه اكثر في مكافحة الختان .
10- يجب توثيق مجهودات مؤسسات المجتمع المدنى في مجال مناهضة ختان الإناث لتعميم التجربة والاستفادة من الإيجابيات وتجنب السلبيات.