مناهضة ختان الإناث بإقامة مسرح شعبي
أهمية ومبررات المشروع:
نبذة مختصرة عن بولاق الدكرور :
بولاق هى أحد المناطق العشوائية بالجيزة وتعانى من عدة مشاكل أحدها مشكلة الإسكان المشترك حيث تقيم كل أسرة فى حجرة واحدة ذات مساحة ضيقة على أن يستخدم الجميع فى كل طابق دورة مياه واحدة وفى حالات كثيرة تكون دورة المياه بالطابق الأخير ليستخدمها سكان كل الأدوار, وفى كل المساكن الأحوال الصحية متدهورة وسوء التغذية عام والأحوال الاجتماعية مهلهلة كما أن الأحوال الاقتصادية ليست بأفضل حال .
وإذا أجملنا الحديث من الممكن أن نذكر أن منطقة بولاق الدكرور تعانى من مشكلات كثيرة.

أولا : من الناحية الصحية
فلا يوجد وعى صحى سليم بأساليب الرعاية الصحية والوقاية من الأمراض والأسلوب الامثل فى التغذية وأهمية الكشف الدورى وفحص راغبى الزواج ومبادىء الصحة الإنجابية.
فنجد الشباب يعانى من الكبت الجنسى وانتشار المفاهيم الجنسية الخاطئة التي تؤدى إلى انتشار عادة ختان الأناث وانتشار كثير من المشاكل المرتبطة بممارسة هذه العادة وجهل الناس بمضارها وأبعادها الصحية والنفسية والاجتماعية والدينية.

ثانيا : من الناحية الاجتماعية
في معظم المجتمعات العشوائية تنتشر الأمراض الاجتماعية نتيجة لغياب الوعي والظروف الاقتصادية والتكدس السكاني وانعدام القدوة وانتشار العادات والتقاليد السيئة مثل الختان . فهو نتيجة الجهل ونقص الوعي الصحي عامة والثقافة الجنسية خاصة. فمثلا متصل بذهن كثير من أهالي بولاق أن الختان مطلوب للمرأة لتحافظ علي عفتها وأنه يمنع الانحرافات. فكثير من الزوجات تعانى من البرود الجنسي نتيجة لختانهن اكثر من مرة وتربيتهن علي كبت مشاعرهن وعدم الإفصاح عنها لكي تكون مؤدبة عند الزواج وتكون عفيفة.
ونتيجة لهذا البرود الجنسي ثثاثر كثير من العلاقات الزوجية سلبيا.فالزوج يفهم بعد المرأة عنه جنسيا أنه غير كفء لها فيلجأ الي العنف والى تعاطي المنشطات الجنسية ولا يفهم أن سبب بعدها عنه هو أنها تعاني من البرود الجنسي نظرا للأسباب التي سبق ذكرها.

*حالات من بولا ق الدكرور:
" السيدة (و) تبلغ من العمر 37 عام أمية متزوجة من السيد (س) الذى يبلغ من العمر 45 عاما يعمل فران من سكان بولاق الدكرور ولديهم طفلان.
تعانى الزوجة من برود جنسى وعدم الرغبة فى أللقاء الزوجى وذلك نتيجة مجموعة من الأسباب من بينها إنها مختنة مرتين فى المرة الأولى عن طريق ممرضة ولكن ألام لم يروق لها ذلك لذلك أتت بالداية وأتمت العملية للمرة الثانية.
وفى ليلة الزفاف تعامل معها زوجها بوحشية وقسوة ظنا منه أن تلك هى الرجولة ولم يراعى حيائها وخوفها وتصاعدت المشكلات وتراكمت وابتعدت الزوجة عن زوجها فظن الزوج انه غير كفأ لها فلجأ إلى المخدرات ظنا منه انها تزيد المقدرة فأدمن الحشيش وأنواع أخرى كما تعاطى المنشطات الجنسية وألان الزوجة تطلب الطلاق.

" أ.ح سيدة تبلغ من العمر 45 عام حاصلة علي مؤهل متوسط تعمل موظفة بأحدي الوزارات تسكن في منطقة بولاق الدكرور ولديها ولدين وثلاث بنات.
قامت بأجراء عملية الختان لأبنتها الكبري علي يد طبيب وتعرضت الفتاة لصدمة عصبية عنيفة حيث أنها رأت فتاة أخري تجري لها عملية الختان قبلها في نفس عيادة الطبيب. تعرضت لنزيف حاد أثر علي حالتها الصحية كثيرا. لكن الأم ( ا.ح) لم تلتفت الي تلك الواقعة وظنت أنها أمور عادية من الممكن حدوثها لكثير من البنات وأن ختان الأناث علاج للفتاة. وبعد فترة ليست ببعيدة تم ختان أخت السيدة أ.ح وتلوث الجرح وظهر خراج في مكان الجرح ومع النزيف المستمر توفت الفتاة.
فصدمت السيدة أ.ح صدمة كبيرة ومرت السنوات وتزوجت ابنة السيدة أ.ح ولكنها كانت لا تشعر بالعلاقة الزوجية مع زوجها ونشبت كثير من المشكلات بين الزوجين. فدفعت السيدة ا.ح الثمن مرتين احداهما عندما توفت أختها الصغري والاخري عندما عانت ابنتها الكبري من ألمشكلات بسبب اثار الختان.

" م.ن فتاة تبلغ من العمر 14 عام في الصف الثالث الأعدادي. لم تجري لها ألام عملية الختان وهذا ليس عن وعي بأضرارها ولكن لحدوث مشكلات زوجية كثيرة بين والد ووالدة (م.ن) لم تفكر في ختانها. وعندما كبرت الفتاة تحدثت مع زميلاتها في المدرسة وذكرن اها كل البنات انهن مختنات وأن الختان يجعل الفتاة مؤدبة وأن غير المختنات لن يتزوجن. وبدأت زميلاتها في الابتعاد عنها وساءت حالتها النفسية الي أن طابت من من والدتها ان تختنها أيام الدراسة وأصرت على ذلك ولكن الام أجلت أجراء الختان ألي الأجازة الصيفية. وعن طريق أحدس القيادات بمؤسسة مركز قضايا المرأة المصرية علم الباحث الأجتماعي بالمؤسسة تلك الواقعة وبعد مجوعة طويلة من الزيارات الي الفتاة وأسرتها بدأت الأسرة والفتاة في الأقتناع بأضرار الختان, ودعم الباحث لدي تلك الفتاة فكرة أن من حسن حظها انه ام يتم ختانها.

خبرة المؤسسة واتساق المشروع مع أهدافها:
مؤسسة قضايا المرأة المصرية لها خبرة طويلة في مكافحة ختان الإناث. فقد عملت المؤسسة على استخدام النماذج الايجابية لنشر الوعي بأضرار الختان ضمن اهالى بولاق الدكرور. والى جانب ذلك قامت المؤسسة بتنظيم دورات تدريبية للمحامين لرفع وعيهم بأضرار الختان وخلفياته القديمة التي ليس لها أصول طبية أو صحية, كذلك تدريبهم على كيفية استخدام المواثيق الدولية لمناهضة الختان.
ومن أنشطة المؤسسة العديدة أيضا في مكافحة الختان إصدار دليل تدريبي للمحامين يتضمن ثلاث محاور أساسية وهى اغتصاب المحارم, جرائم الشرف وختان الإناث.
وأخيرا وليس آخرا اهتمت المؤسسة بتوعية كوادر الجمعيات الأهلية بمضار ختان الإناث خاصة من الناحية القانونية.
حيث أن أهم العوائق التي تواجه الجمعيات والجهات العاملة على القضية هي حساسية القضية وصعوبة مناقشتها, فكثير من السيدات والبنات لم تتاح لهن الفرصة للحديث عن مشاكلهن التي لحقت بهن وما عانوه من الم نفسي وجسدي أثناء عملية الختان أو في علاقتهن الخاصة بأزواجهن فقد تربوا على كبت مشاعرهن وعدم الإفصاح عنها.

المشروع:
وانطلاقا من جميع ما سبق فقد رأت المؤسسة أهمية إقامة المشروع بطريقة مبتكرة تكسر الحاجز النفسي لدى الفئات المستهدفة, فالمشروع سيتيح للشباب والفتيات كذلك السيدات الفرصة للتعبير عن أنفسهم وعن تجاربهم عن الختان (كما سيتضح بالتفصيل في أنشطة المشروع) سواء بالكتابة عن طريق توثيق تجاربهم أو بالرسم وإنتاج البوسترات وكتيبات أو بسرد روايات عن نساء أخريات وتجاربهن مع الختان.
وسوف يتم إعداد وتأهيل هؤلاء الشباب والفتيات للعمل معنا كقاعدة شعبية يمكن الانطلاق منها للمجتمع لنشر الوعي والمعلومات الصحيحة عن الختان ببولاق الدكرور.
وعلى مدار مكافحة المؤسسة للختان اكتشفت أهمية مشاركة الإعلام, فالإعلام له تأثير كبير وفعال جدا لدى المتلقي عند العمل على أي قضية وفى تعديل القضية سواء بالسلب أو الإيجاب, لذلك فكرت المؤسسة في تطوير آلياتها واستخدام وسائل جديدة ومختلفة بجانب إنتاج البوسترات والكتيبات والاستكرز الذي سيعبر الشباب والشابات من خلالهم عن أرائهم وتجاربهم, تتمثل في إقامة مسرح شعبي في بولاق الدكرور قوامه من الشباب والشابات بالمنطقة يتم الإعلان عنها في كافة وسائل الإعلام من تليفزيون وراديو كذلك مساهمة أخصائيين (مخرجين - كتاب سيناريو وغيره) في تدريب القيادات الشابة وستعرض المسرحيات التي ستتناول القضية في الجمعيات الأهلية ببولاق الدكرور ومراكز شباب ببولاق الدكرور بحضور شخصيات عامة وفنانين وإعلاميين وغيرهم من المهتمين والمتأثرين. وبنهاية كل مسرحية ستعقد مناقشة مفتوحة لأحداث المسرحية ومدى فعاليتها في القضية. وبنهاية المشروع سيقام مؤتمر ختامي لتتويج المشروع.

الأهداف العامة للمشروع:
1)خلق كوادر الشباب والشابات بالمنطقة بمضار الختان وأبعاده الصحية, النفسية, القانونية, الاجتماعية والدينية.
2 ) إتاحة الفرصة للشباب والشابات للتعبير عن أنفسهم والتحدث عن مشاعرهم وسرد تجاربهم الواقعية.
3)إثارة مشكلة الختان بشكل جلي مع اهالى بولاق الدكرور بمساعدة الكوادر, الكتيبات, البوسترز, والمسرحيات.

أنشطة المشروع:
1) تزويد الفئة الستهدفة بمهارات الحكى والكتابة والتمثيل والاتصال وللأقناع.
2) تزويد الفئة الستهدفة بمعلومات عن ألختان وأبعاده المختلفة.
3) أنتاج الكتيبات والبوسترات .
4) تمثيل المسرحيات أمام أهالي بولاق.

الفئة المستهدفة:
شباب وشابات سن 17 حتى 21 سنة وسوف يتم تأهيلهم ككوادر لنشر الوعي بمضار الختان.

أنشطة التدريب:
الفئة المسهدفة المكونة من 70 شاب وفتاة ( سن 17-21) سيتم تدريبها على ألمواضيع الأتية:
1. الختان وأبعاده الصحية, النفسية, القانونية, الاجتماعية والدينية.
2. النوع الاجتماعي.
3. مهارات الاتصال والتواصل.
4. مهارات الحكى والكتابة والتمثيل والاتصال وللأقناع.
وسيتم ذلك بمساعدة مجموعة من الدكاترة و محاضري جندر ,مخرجين وكاتبى سيناريو لمدة 15 يوم.
مدة المشروع:
12 شهر .
تنفيذ المشروع: وسوف يتم تنفيذ المشروع من خلال الخطوات التالية:

1) سيتم الإعلان عن المشروع عبر الجمعيات الأهلية ومركز شباب بولاق الدكرور لاختيار 70 شاب وفتاة. وهم اللذين سيتم تدريبهم على الختان والنوع الاجتماعي عبر 4 ورش عمل ( 2 ختان و2 نوع أجتماعي) و مدة كل ورشة 5 أيام.
2) وحيث ان العدد كبير سيتم اختيار الأكفأ من بين هؤلاء الشباب بعد تدريبهم على الختان والنوع ألاجتماعي من أجل تدريبهم عبر ورش عمل متخصصة علي مهارات الاتصال والإقناع ومهارات الحكي والكتابة والتمثيل.وسوف يتم تقسيم الكوادر الي ثلاث مجموعات بحيث لا يزيد عدد المجموعة الواحدة عن 20 شخص.,في النهاية سيكون لدينا عدد 60 كادر قادرين علي نشر المعرفة عن مضار الختان وكتابة وعرض المسرحيات. و سيتم الاستعانة بدكاترة ومتخصصين فنيين ( مخرجين- كتاب سيناريو وغيرهم) لتطوير أدائهم وتأهيلهم لتمثيل أدوارهم وكتابة وسرد تجربتهم.
3) ستبدا ألكوادر بنشر معلوماتهم وعرض ما أنتجوه بعد تنفيذ الخطوات السابق ذكرها.
4) ستقام 6 عروض في مركز شباب بولاق الدكرور و5 عروض في الجمعيات الأهلية في بولاق الدكرور اكسب تأييدهم. مدة عرض كل مسرحية نصف ساعة الأي جانب المنهقشة التي ستقام بعد كل عرض ومدتها ساعة.
وبالطبع سوف يتم توثيق هذه المسرحيات والمناقشات وتسجيلها فيديو. ستكون مدة عرض المسرحية الواحدة نصف ساعة تقريبا ومدة المناقشة ساعة واحدة. كما سيتم تشجيع الكوادر بتسليهم مكافئة مالية على أدائهم التمثيلي. أما الكتيبات والبوسترات المنتجة سيتم توزيعها على الحاضرين وعلى كوادر الجمعيات الأخرى.

المتابعة والتقييم:
سيتم متابعة المشروع بواسطة ثلاث طرق وهي:
أ‌) ستقدم الكوادر المدربة تقرير متعمق بعد سنة من بدء المشروع ( في نصف المشروع) يذكروا فيه أفكارهم وملاحظاتهم عن المشروع وإذا شعروا بفعالية عملهم أم لا.
ب‌) بعد كل دائرة مناقشة التي ستقام بعد كل عرض مسرحية سيتم عقد Interviews مع الكوادر المدربة ليتحدثوا عن ملاحظاتهم وشعورهم وقت عرض المسرحية وأثناء إدارة ألحوار والمناقشة.
ت‌) سيتم الاستعانة بخبير تقييم الذي سيكتب تقييما عن المشروع ككل.
home
الرئيسية جميع الحقوق محفوظة © لمركز قضايا المرأة المصرية